Pages

Thursday, October 31, 2013

ثوار ضد نون النسوة

نشر فى مارس 2013


 قبل الثورة كانت قناعاتى أن كل فئات المجتمع مضطهدة بشكل أو بآخر من نظام سياسى قمعى. سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وأن المرأة مضطهدة كغيرها من فئات المجتمع. وأن السبيل لتخلص من هذا الظلم  هو الخلاص من النظام. فبتالى كل من معى فى نفس الجبهة ضد نظام مبارك يحارب لإستعادت الحقوق لكل فئات المجتمع المضطهدة.
أو على الأقل من يطلق عليهم الثوار، بها ممن دعى وقام بالخطوة الأولى نحو الثورة.

كنت اعتقد  أن  كل السيدات صديقات زوجة المخلوع سوزان مبارك ومؤتمراتهم عن اضطهاد المرأة  فى المجتمع مجرد جزء من صورتهم كسيدات مجمتع فى الستين والسبعين من العمر يرتادوا النوادى ويلبسون افخم الثياب والمجوهرات ويتحدثون  عن الست الريفية وتعليم الفتيات  اللى مبيشفوهمش  غير فى مسلسلات التليفزيون.

وكان رأيى فى جزء كبير من  بنات جيلى انهم ارتضوا التهميش. وإن المجتمع ليس بهذة الدرجة من السوء تجاه المرأة بالذات. معتمدة فى وجهة نظرى على تجربتى الشخصية وحال السيدات فى طبقتى الإجتماعية.
ثم ظهرت  المرأة المصرية فى 18 يوم الأولى للثورة، كانت الحكايات عن الميدان تتحدث عن  البنات يفترشون  الرصيف دون خوف أو إزعاج ولو بنظرة! و النساء والرجال يتناقشوا رأى برأى بنى أدم لبنى أدم.
إلا أن قررت السلطة كسر شوكة المرأة - اللى طلعتلهم فى المقدر جديد- وكانت البداية بكشوف العذرية، ثم سحل ست البنات وغيرها إلى أن وصلنا بعد سنتين من الثورة إلى الأعتداء الجنسى الممنهج.

وبدل من أن يساند من يدعون بالثوار المرأة وجدنا  العكس. أدعى بعضهم أن المجتمع غير قابل لوجود المرأة فى الاعتصامات ولكى تحقق اعتصام ناجح يساندك  فيه المجتمع فلتطرد المرأة من خيمتك.
بدأ القصة باعتصام أولتراس اهلاوى  بمجلس الوزراء عندما وضعوا شروط للأعتصاهم تفيد بمنع النساء من التواجد فى بعد 10 مساءاً وغيرها من الشروط التى توضع فقط على المرأة. وصف الاعتصام من الجميع بالناجح! ثم تلاه اعتصام للأفراج جورج رمزى أحد شباب حركة 6 ابريل المعتقل حينها، فوضع الشباب نفس الشروط لضمان نجاح الاعتصام. ولكونى احدى عضوات الحركة صدمت! فمنذ اليوم الأول لإنضمامى لم اشعر بفرق بينى وبين زملائى ! الحركة مليئة بالشبات التى تتولى مسؤليات كبيرة مثلها مثل شبابها.
فكان الرد من بعض الزملاء "احنا مجتمع شرقى، المهم الاعتصام ينجح"
حتى شيهدات الثورة لم نسمع بهم إلا قليل جدا، لم نحفظ لهم أسماً ولتراجعوا مقال السيدة نوال السعداوى بالمصرى اليوم عنهن!

الأمثلة كثيرة توصل إلى الواقع وحيد،نعم كلنا مضطهدين لكن لسنا مضطهدين بالتساوى ولسنا مضطهدين من النظام فقط بل من أنفسنا.
شخصياً لا يهمنى اضطهاد السطلة سواء كانت مبارك ،عسكر أو أخوان،لا يهمنى حتى اضطهاد المجتمع فالمجتمع المصرى ملئ بالأمراض ضد كل فئاته، لكن ما يهمنى ويؤلمنى هو اضطهاد وخذلان الصف الثورى للمرأة! اضطهاد وخذلان من من المفترض يدافعون عن حقوق الجميع.

عندما وقع الأعتداء الأخير على 23 سيدة  يوم 25 يناير الماضى فى قلب القاهرة! تظاهرت بلدان العالم تضامناً معنا ولم نجد بيان أو موقف واضح من المجتمع المصري! بل استغل الجميع الموقف لصالحه السياسى بين" أحسن خليهم يتلموا" إلى "الميدان مش أمان الستات تنزل ليه" أو فى أحسن الأحوال  الشجب براحة فى برنامج تليفزيونى!

الخلاصة من كل هذا أننا لانعانى من تخبط وفشل سياسى فقط بل من إمراض مجتمعية متراكمة تشبعناها بها منذ زمن بعيد. فالثورة ليست ثورة على فساد النظام فقط  بل ثورة على فساد المجتمع ككل. والمسار إذا لم يتصحح من الآن فعلينا إلا نشتكى بطش السلطة.


No comments:

Post a Comment